“برّاك” المطوّع

بقلـم نايف المطوّع

30 يناير/كانون الثاني 2009

نيويورك، نيويورك – أنعم الله تعالى عليّ في أول أيام السنة الجديدة بميلاد ابني الخامس. اتصلت بوالديّ لأزفّ إليهما الخبر السعيد بميلاد ركان المطوّع، إلا أن والدي أخبرني أن لديه اسماً آخر اختاره لحفيده الجديد.

توقف قلبي عن الخفقان للحظة. ركان هو الاسم الذي اخترناه أنا وزوجتي.

طلبت من أبي قبل عشر سنوات أن يسمّي أول أبنائي، فأعطاني خيارين: إما تُركي أو حَمَد. اخترت الاسم الثاني خوفاً من أن يقوم أحدهم بإجراء الحسابات ليكتشف أن أمه حملت به في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر. كان أبي سيسعد بأي من الخيارين، لذا أنقذت حَمَد من أن يرتبط اسمه بالديك الرومي (تركي) الذي يُقدَّم على موائد عيد الشكر في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.

لم يتقدم أبي بأي اقتراح لتسمية أبنائي الثلاثة الذين جاؤا بعد حَمَد، ولم أعد أسأله ذلك بعد تجربة الديك الرومي (تركي). ولكن الرسالة وردت اليوم بأنه يريد تسمية ابني الخامس، بعد أسبوعين فقط من وفاة والد أبي، عبد الله عن عمر يناهز 97 سنة.

كيف يمكنني الرفض إذا طلب مني أن أسّمي الطفل باسم جدي المتوفى؟ وكيف أستطيع عرض هذا التغيير على زوجتي بعد أيام قليلة من عناء المخاض والولادة؟

انقلبت معدتي باضطراب وأنا أنتظر اقتراحه.

“برّاك”، قال لي.

أراد أبي أن أسّمي ابني المولود على اسم “باراك أوباما”. صُعِقْت. بدلاً من أن يطلب مني أن أتعلق بماضيّ، يطلب مني أبي العربي المسلم المحافظ أن أراهن على المستقبل.

يمكن لبعض الأشياء أن تتغير إذن.

استلمت بعد دقائق قليلة مكالمة أخرى من قريب صادق المقصد أخبرني أنه سمع أن الله منّ علي بمولود ذكر جديد.

“نعم”، أجبته. “ماذا تتوقع وأنت تعرف سجلّي الحافل في هذا المجال؟”

“لديك ما يكفي من الأولاد لتحرّر فلسطين”، أجابني.

نظرت باضطراب ورائي إلى مصعد السبت اليهودي في مستشفى نيويورك التابع للكنيسة المشيخيّة في المنطقة الشرقية العليا لمانهاتن، وفكرت “تحرير فلسطين؟ وماذا عن فريق كرة السلة؟”

بعد حديث قصير اتسم بالمجاملة، أنهى قريبي المكالمة دون أن أعرف ما إذا كانت ملاحظته حول تحرير فلسطين مقصودة وجادة أم أنها كانت تهكماً وحسرة. الواقع أنني لم أرغب بمعرفة ذلك. ليس هذا هو وقت بحث أهوال الحروب أو مأساة الفلسطينيين.

كنت أملك رفاهية حماية نفسي من ذلك الحزن فترة أيام قليلة وقررت انتهاز الفرصة. لم يكن تقديم أطفالي غذاءاً للمدافع لقتل أطفال آخرين في حرب لا جدوى منها هو خياري لقضاء اليوم الأول مع المولود الجديد.

بعد قليل من التفكير الجاد، قررنا أنا وزوجتي ألا نختار اسم “برّاك”.

آمل أن أصبح في يوم من الأيام جدّاً فخوراً لخمسة أحفاد اسم كل منهم “برّاك”، وليس واحداً فقط بل وحتى “بركة” واحدة أو اثنتين، إذا تمكن الجيل القادم من أبناء المطوّع من تجاوز عدم قدرتي على تمرير كروموزومات الـ X إلى نسلي. ولكنني أريد رؤية النتائج وليس الأمل فقط قبل تسمية أطفالي بإسم زعيم من الزعماء.

أوباما اليوم هو رجل قد يحقق، بدعائنا ودعمنا، تغييراً إيجابياً في حياتنا جميعاً. سوف تكشف لنا السنوات القليلة القادمة ما إذا كان هو الرجل الذي فعل ذلك.

عندما يحين ذلك الوقت سيكون هناك العديد من أبناء المطوّع ممن هم بحاجة لأسماء

أما الآن فإن التغيير الأكيد الوحيد هو ذلك الذي يطالب به ركان المطوّع.

والدور عليّ أنا الآن.

###

* الدكتور نايف المطوع هو مؤسس “The 99” وهي مجموعة اشتهرت عالمياً من كبار الأبطال حسب النماذج الإسلامية البارزة. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع www.the99.org. كُتِب هذا المقال لخدمة Common Ground الإخبارية

مصدر المقال: أراب نيوز Arab News، 19 تموز/يوليو 2007

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 30 كانون الثاني/يناير 2009

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال